يوسف العربي (دبي)

تعتزم شركة «دو» تدشين المرحلة الثانية من شبكة «5G» بمعيار «SA» في الإمارات نهاية 2020، حسب ما أكد المهندس سليم البلوشي، الرئيس التنفيذي للبنية التحتية في «دو»، لافتاً إلى أن شبكات الجيل الخامس التي يتم نشرها حالياً، تشكل المرحلة الأولى لشبكات «5G» التي تعمل بمعيار «NSA»، الذي يعتمد على الشبكات القائمة للجيل الرابع.
وأشار البلوشي في حوار مع «الاتحاد» إلى عزم الشركة ضخ استثمارات جديدة تتراوح بين 1.3 إلى 1.5 مليار درهم خلال العام الجاري، وأنه سيتم توجيه 90% من هذه الاستثمارات إلى تجهيزات ومعدات الشبكة المركزية للجيل الخامس.
وفي ما يتعلق بالجدوى الاقتصادية للاستثمار بشبكات الجيل الخامس قال البلوشي: إن تسريع «دو» خطط نشر شبكة «5G» بالدولة، جاء بناء على توقعات بأن يلحق الطلب سريعاً بشبكات الجيل الخامس، في سيناريو مشابه لتقدم مساري العرض والطلب بعد طرح شبكات الجيل الرابع، حيث زادت نسب إشغال على الشبكة إلى الإشغال الكامل خلال أشهر معدودة. وأكد أنه خلال 2020 ستكون هناك تغطية متسارعة جداً لشبكات الجيل الخامس، ما سيزيد نسب إشغال الشبكة، سواء من الأفراد أو المؤسسات. وأشار البلوشي إلى أن هيئة تنظيم الاتصالات اضطلعت بدور رئيس في تمكين المشغلين من تحقيق السبق والريادة على صعيد إطلاق شبكات الجيل الخامس في الدولة، من خلال مبادرتها بتوفير الترددات الطيفية اللازمة للمشغلين وقيامها بتنسيق الجهود الحكومية على هذا الصعيد.

الجيل الخامس
وقال البلوشي: تطوير شبكات الجيل الخامس «5G» يتم على مرحلتين، ومن خلال معيارين رئيسيين، وأوضح أن معيار المرحلة الأولى هو «Non-Standalone»، ويشار إليه اختصاراً بـ «NSA»، حيث تحتاج شبكات الجيل الخامس في هذه المرحلة إلى التكامل مع النظام والمعدات القائمة لشبكات الجيل الرابع «4G»، ويحقق هذا المعيار هدفاً حيوياً من 3 أهداف للشبكة الحديثة «5G» أحدها هو السرعة الفائقة.ولفت إلى أنه في تلك المرحلة يكون من الضروري أن يكون مورد شبكة الجيل الخامس هو نفسه مورد شبكة الجيل الرابع لضمان توافق الأجهزة، بمعنى أنه إذا كانت شبكة الجيل الرابع القائمة من «نوكيا سيمنز» فلا بد أن تكون الشركة نفسها هي التي تورد معدات الجيل الخامس على معيار «NSA» وهكذا الأمر بالنسبة لـ «إريكسون»، و«هواوي تكنولوجيز». وأوضح أنه في المرحلة الأولى من الجيل الخامس توفر الشبكات سرعات فائقة للتحميل تصل إلى «2 جيجابيت/‏‏ الثانية» ما يعادل نحو 10 أضعاف السرعة الحالية لشبكات الجيل الرابع، حيث تعتمد عملية التحميل في مجملها على شبكة الجيل الخامس.وحول السرعات المعلنة لشبكة الجيل الخامس قال: «إن كانت سرعة الشبكة (1.5 جيجابت-ثانية)، فإن ذلك مبني على فرضية وجود مستخدم واحد على خلية الإرسال، وفي التطبيق العملي تنقسم هذه السرعة على مجموع أعداد المستخدمين المتصلين بالشبكة»، بمعنى أن «السرعة تشاركية» بين المستخدمين. وأضاف البلوشي أنه من الناحية التقنية، فإن شبكات الجيل الرابع كانت في طريقها للوصول إلى سرعة (1 جيجابت-ثانية) لكن هذا كان يحتاج لاستثمارات في المعدات، مقارنة بشبكات الجيل الخامس التي توفر سرعات مضاعفة بتكلفة أقل لكل كيلوبت في الثانية.

المرحلة الثانية
وأشار البلوشي إلى أن المرحلة الثانية من شبكات الجيل الخامس «5G»، والمعروفة باسم «Standalone» ويشار إليها اختصاراً بـ (SA)، ستطرح في الإمارات بنهاية عام 2020. ووفق هذا المعيار وفي هذه المرحلة تعمل شبكات الجيل الخامس على نحو مستقل، لتتجلى المزايا الثلاث الرئيسة لشبكات «5G» وهي السرعة الفائقة وسرعة الاستجابة والفعالية الاقتصادية. وأوضح البلوشي أن المعيار «Standalone» يتميز بالتبسيط والكفاءة المحسّنة، ما سيؤدي إلى خفض التكلفة، ورفع كفاءة الأداء بشكل مستمر في الإنتاجية حتى حافة الشبكة، مع المساعدة في تطوير حالات الاستخدام الخلوي الجديدة.
وأكد أن الخطة الوطنية لتوزيع الترددات الطيفية التي أقرتها الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات، شكلت عاملاً حيوياً لتسريع الخطط الاستثمارية لنشر شبكات الجيل الخامس في أنحاء الدولة. وعملت الإمارات بشكل استباقي على توفير البيئة التنظيمية الملائمة وموارد البنية التحتية اللازمة لتكون من أوائل الدول عالمياً وإقليمياً في هذا المجال، حيث خصصت الهيئة «200 ميجاهيرتز» من الطيف الترددي منذ مارس 2018 لإتاحة الفرصة لمزودي خدمات الهاتف المتحرك في الدولة، بإطلاق شبكات تجارية من الجيل الخامس على نطاقات (c-band)، كما تم توفير النطاق 3.5 ميجاهيرتز للغرض نفسه مطلع العام الجاري.

طرح الأجهزة
وقال البلوشي: إن الشركة بدأت بالتعاون مع عدد من المصنعين العالميين لأجهزة الهاتف المتحرك، طرح الأجهزة الطرفية المتوافقة مع تقنية الجيل الخامس، ما يدشن لمرحلة جديدة يستطيع فيها المستخدم الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي توفرها الشبكة، متوقعاً وصول العشرات من أنواع الهواتف المتوافقة مع شبكات «5G» إلى السوق المحلية خلال الأسابيع والأشهر المقبلة. وأوضح أن الشركة تعتزم نشر 700 موقع لتغطية المواقع الحيوية في الدولة، موزعة على كل إمارات الدولة بنهاية العام الجاري، لافتاً إلى أن هذا العدد قابل للزيادة مع توافر الأجهزة الطرفية.وأوضح أن بناء شبكة الجيل الخامس من «دو» في الإمارات متقدم بنحو 4 أشهر، مقارنة بمواعيد طرح الأجهزة الداعمة، لافتاً إلى أن قسم «اعتماد النوعية» التابع للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات، يقوم من جانبه باختبار أجهزة الهاتف المتحرك الداعمة لشبكات الجيل الخامس للتأكد من دعمها وتوافقها مع الشبكة، كما تقوم الشركة باختبار أي جهاز قبل طرحه عبر متاجرها.
وأكد عدم تأثر خطة شركة «دو» لنشر شبكات الجيل الخامس في الدولة بالإشكالات التجارية الدولية التي تحيق بشركة «هواوي تكنولوجيز» الصينية، التي تعتبر إحدى أهم موردي معدات شبكات «5G». وقال، إن تنفيذ العقود المبرمة مع شركة «هواوي تكنولوجيز» يمضي على نحو طبيعي حتى تاريخه، مشيراً إلى أن الشركة لديها خطط تحوط للتكيف مع أي تطورات على الساحة الدولية، بما يضمن استمرار تطوير شبكتها في السوق المحلية.
ولفت إلى أن شركة «دو» مستمرة في انتهاج سياسة الاعتماد على أكثر من مورد، رغم وجود تفاوت ملموس في مستويات التقدم التي يحرزها كل مورد، خاصة على صعيد شبكات «الجيل الخامس»، موضحاً أن هذا التنوع يضمن حصول المساهمين على أعلى قيمة من استثماراتهم، كما يزيد مناعة الشبكة في مواجهة أي مستجدات على الصعيدين التجاري والتكنولوجي.

شراكات عالمية
أكد المهندس سليم البلوشي، الرئيس التنفيذي للبنية التحتية لشركة «دو»، التزام الشركة اتجاه المساهمين بشراء شبكات الجيل الخامس بأسعار عادلة من موردي الشبكات العالميين. وأوضح البلوشي أن الشركة ترتبط بعلاقات شراكة وطيدة مع موردي الشبكات العالميين، كما أنها مرتبطة باتفاقية شراكة مع «فودافون» ذات الانتشار العالمي الواسع، وهي مزايا رئيسة تضمن توريد الشبكات بأسعار عادلة، حيث يقل سعر السرعة لـ «جيجا بت على الثانية» الواحدة على شبكات الجيل الخامس عن سعرها من الجيل الرابع. وأوضح أنه في الوقت الذي تبلغ فيه سرعة شبكات الجيل الخامس 10 أضعاف شبكات الجيل الرابع، فإن سعر معدات وتجهيزات «5G» لا تزيد بالمقدار نفسه على أسعار «4G»، بفضل الخبرات التفاوضية، والثقل التجاري، والشراكات العالمية، التي توفر اطلاع بالأسعار السائدة عالمياً.

70% تغطية شبكة الألياف الضوئية بنهاية 2019
أكد المهندس سليم البلوشي، الرئيس التنفيذي للبنية التحتية في شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة، أن الشركة تعتزم توسعة نطاق شبكاتها من الألياف الضوئية في دولة الإمارات لتغطي 70% من مساحة الدولة بنهاية عام 2019. وأكد البلوشي أن توسيع نطاق شبكة الألياف الضوئية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بخطط زيادة انتشار محطات شبكة الجيل الخامس في الدولة، والاستعداد لطرح خدمات متطورة للتقنيات الذكية المعتمدة على تقنيات مثل الذكاء الصناعي. ويتم تقديم خدمات الجيل الخامس إما من خلال أنظمة نقاط التوصيل اللاسلكية، أو عبر الألياف الضوئية التي تتيح سعات أكبر وسرعات فائقة تصل إلى 10 جيجابايت في الثانية.
ولفت إلى أن شبكة الجيل الرابع من «دو» تغطي حالياً 98%، كما تقوم الشركة بجهود كبيرة على صعيد التغطيات الداخلية التي باتت تغطي جميع المطارات والمباني الحكومية والتجارية وجزءاً كبيراً من المباني السكنية.
وأكد أن المشاركة في تنفيذ البنية التحتية بين المرخص لهم في الدولة والشبكات رفع نسبة فعالية الاستثمار في المعدات الثابتة، حيث تقلص التكلفة بنحو 50% في مواقع محطات إرسال الهاتف المتحرك والتغطية الداخلية للمباني.